صفاقس أسباب تدهور المدينة العتيقة  وحُلول عاجلة لإحياءها  محمد الناصر بن عرب

صفاقس أسباب تدهور المدينة العتيقة وحُلول عاجلة لإحياءها محمد الناصر بن عرب

31 ماي، 19:00

يتدهور معمار مدينة صفاقس العتيقة والحديثة يوما بعد يوم ولا حياة لمن تنادي. قصور مستدام من طرف معهد الآثار الجهوي والوطني في شأن الترميم اللازم والصيانة المستدامة لأسوار المدينة ومعالمها. ويتواصل تدمير المنازل التقليدية وتعويضها ببناء ليس له علاقة بالمعمار التقليدي الأصيل لأهداف تجارية دون تنفيذ أي عقاب على كل شخص يرتكب هذه المخالفات المتكررة التي تشوه المدينة العتيقة وفرض دفع المعاليم الجباية العقارية والأنشطة الاقتصادية على متساكني وتجار المدينة…   

كلنا نعرف مدى هذه الحالة المزرية التي تعانيها مدينة صفاقس سواء في شأن معمارها التراثي أو في بنيتها التحتية ولا حياة لمن تنادي. لقد قام العديد من المسئولين والمواطنين بتقارير لوصف ما يحصل في حق مدينة صفاقس وولايتها من تعسف وازدراء ولامبالاة لكننا نستمر في مشاهدة تدمير المنازل وتداعي الكثير من المنازل للسقوط ويتواصل تدهور أسوار المدينة العتيقة دون أي تدخل فعال للحد من هذا التدهور وانطلاق الأشغال للصيانة المستدامة. وبما أننا ننتمي إلى أولئك الذين يعتبرون أن صيانة التراث واجب علينا لأنه يمثل جزء من ماضينا وعنصر هام من هويتنا قمنا مرة أخرى بوصف الحالة السيئة التي تتضاعف دون أن يتحرك ساكن للمسئولين لأن معرفة الحقيقة هي الوسيلة الوحيدة لتشخيص العيوب الظاهرة والباطنة ومعالجتها.

فما هي الصعوبات والعراقيل التي تتعرض لها مدينة صفاقس العتيقة بينما هي جزء لا يتجزأ من التراث الوطني؟

1) قصور المعهد الوطني والجهوي للتراث لترميم وصيانة أسوار مدينة صفاقس العتيقة ومعالمها بصفة مستدامة وغياب مراقبة تدمير المنازل والبناء العشوائي.

2) غياب مركز شرطة على مدار 24 ساعة ونقص في دوريات الشرطة ليلا في أرجاء المدينة

3) عدم وجود مستوصف بالمدينة العتيقة

4) استمرار تدهور وتدمير وإهمال المنازل التقليدية

5) تلف شبكات التصريف الصحي والتطهير وتسرب المياه في المنازل والأسوار دون صيانة جيدة ومستدامة من طرف الديوان الوطني للتطهير  

6) عدم رفع القمامات من شوارع المدينة وتنظيفها بشكل منتظم وبصفة مستدامة

7) اختفاء الحرف والصناعات التقليدية اليدوية داخل المدينة العتيقة

8) تغيير المنازل التقليدية إلى ورشات عشوائية لصناعة الأحذية

9) البناء العشوائي على بقايا المنازل التقليدية المدمرة وتغييرها إلى محلات تجارية وورشات صناعية مختلفة

10) أكثر من خمسين منزل متداع للسقوط دون تدخل فعال من طرف معهد التراث والبلدية

11) عشرات المنازل مهجورة وشاغرة دون تدخل السجل العقاري والبلدية  

12) تدهور أرصفة أزقة المدينة وشوارعها وعدم إصلاحها من طرف السلطات البلدية

13) تكاثر الجرذان وغياب الحملات لإبادتها

14) الانتصاب الفوضوي في أبواب المدينة وداخلها

15) نقص الإضاءة في معظم أزقة وشوارع المدينة

16) منع فوضى اللافتات الاشهارية وإجبار تعريبها واحترام المعمار التقليدي لواجهات المحلات التجارية

هذا ما نراه من نقصان ولا مبالاة من طرف الدولة والسلطات البلدية في شأن مدينة صفاقس العتيقة : خليط من الإهمال والنكران وعدم الاهتمام بمدينة تاريخية تأسست سنة 234 هجريا الموافق سنة 849 ميلاديا لا يحلو للزائرين والسياح الدخول إليها.

نحن بحاجة ملحة إلى تعاليق وملاحظات ومقترحات القراء الأعزاء لتغيير وضع صفاقس المزر. وبقدر ما يكون عددكم أكثر لاستنكار ما يجري في مدينة صفاقس العتيقة من تهاون وازدراء وتدمير يكون صوتنا أقوى عسى أن يقرر المسئولون تطبيق القوانين الصادرة عن معهد التراث وعن البلدية….

ما هو الحل لكي تسترجع مدينة صفاقس عزها ومجدها وإشراقها  وشأنها التاريخي والحضاري على الصعيد الجهوي والوطني والدولي؟

ما هو الحل لإجبار المسئولين على أخذ القرار العاجل لإعادة تأهيل مدينة صفاقس عامة والمدينة العتيقة خاصة حتى يحلو العيش في أرجائها وتصبح قطبا سياحيا وثقافيا قادرا على بعث التنمية المستدامة؟

بقلم د. محمد الناصر بن عرب

مواضيع ذات صلة