صفاقس كورونا : الاستهتار سيّد الموقف

صفاقس كورونا : الاستهتار سيّد الموقف

15 جويلية، 11:55

هل أصبح من يلبس كمّامة محلّ سخرية من الآخرين ؟ وهل أصبح من يحمل قارورة جال أو يخاف لمس الأسطح ويخشى عدم احترام مسافة الأمان خوّافا ومريضا مُوَسْوَسًا ؟

ذلك ما يحس به من بقي على العهد في احترام البروتوكول الصحي رغم أنّ ذلك لن ينفعه في شيء لأنّ أخطاء الآخرين تصله مهما بلغت احتياطاته.. حين تنصح الحلّاق بفتح باب المحلّ حيث يوجد 6 أشخاص وإطفاء المكيّف يجيبك إنّ المكيّف “يدوّر الهواء” ويسخر منك هو وغيره قائلا : “الكورونا وفات.. يكذبوا عليكم !” والسّؤال هنا : ألم تَكْفِنَا 5 موجات سابقة للاتّعاظ ؟ ألم يمت لكل واحد منّا أحد أقربائه أو أصحابه أو جيرانه ؟ ألم نقل في البداية إنّها عقاب للصّينيّين الكفّار ولن تصل إلينا ؟ ألم نقل بعدها إنّ مناعتنا خاصة بين شعوب العالم ولن تضرّنا في شيء ؟ ألم نشكّك في جدوى التّلقيح ؟ ألا نشاهد الأخبار العالمية ؟ وبعد كل هذا، لنفترض أنّ الكورونا انتهت ملعونة بلا رجعة، أليس حريّا بنا أن نحذر نزلة برد أو أمراضا تنفّسيّة أو حتى في الدّم ؟

هل سنتوقّف عن تعقيم أدوات الحلاقة والجراحة وعن احترام شروط النظافة والحال أن الكوليرا والسّيدا والتهاب الكبد عافى الله الجميع بالمرصاد وقد تكون أخطر من الكورونا ؟ بالنّسبة لي، يجب أن تبقى الكمّامة وقارورة الجال صديقتنا حتى بعد رحيل الكورونا التي مازالت متربّصة بنا وبالعالم كلّه ويجب أن نحتاط بعد لمس النقود أو الأسطح ونحرص على الأكل النظيف واحترام شروط حفظ الصحة في كل مكان.. ويبقى قلة الوعي هو عدوّنا الأول وليس الكورونا أو غيرها من الأمراض الفتّاكة.
سامي النيفر

مواضيع ذات صلة