ردا على تصريحات وزير الدفاع الأمريكي: ارفعوا أيديكم عن الأحرار

في تصعيد غير مسبوق من حيث الحدّة والصّلف والصّفاقة وأيضا من حيث الإيحاءات والخلفيات والأبعاد، أدلى وزير الدفاع الأمريكي بتصريح أهمّ ما ورد فيه أنّ تونس تشهد “تآكلا للديمقراطية” وأنّ “حلمها في تكريس حكم ذاتي مستقل بات مرة أخرى في خطر نتيجة صراعات بين داعمي الديمقراطية والحرية وسيادة القانون وقوى الاستبداد والفوضى والفساد” ، وجاء فيه أيضا قوله:
“… لكن الولايات المتحدة ملتزمة بدعم أصدقائنا في تونس وفي إفريقيا الذين يحاولون تشكيل ديمقراطيات منفتحة وخاضعة للمساءلة… في أماكن أخرى من إفريقيا نرى تهديدات أخرى للديمقراطية …بعض القادة يقمعون الحريات المدنية وينغمسون في الفساد أو يخنقون إرادة الشعب وقد أطاحت بعض الجيوش الأفريقية بحكومات مدنية. لنكن واضحين الجيش موجود لخدمة شعبه وليس العكس”.
إنّ هذا الخطاب فضلا عن تجديد بُعد التآمر المفضوح مع القوى الرجعية العميلة بقيادة الخوانجية والدساترة ومن حذا حذوهم من الانتهازيين ، التي تسعى إلى تقويض منجزات مسار 25 جويلية وإعادة مربّع رهن البلاد لدوائر الاستعمار والسّير في ركب السياسات الامبريالية الاحتكارية النهّابة على حساب سيادة الوطن ومصالح جماهيره الشعبية، فهو يعتبر إعلانا صريحا للحرب ضدّ مسار 25 جويلية ومنجزاته الرئاسيّة والشعبيّة، كما يتّضح منه إصرار الامبريالية على التواطئ مع وكلائها في القطر لإعادة منظومة 24 جويلية وأباطرة العمالة والفساد.
إنّ الحزب الوطني الديمقراطي الاشتراكي، أمام هذا التصعيد الخطير في انتهاك سيادة الوطن وتهديد مصالح الشعب:
1) يعلن أعلى صيحات الغضب في وجه هذه التدخّلات الرّعناء التي تتمادى فيها الامبريالية الأمريكية ومن لفّ لفّها مشدّدا على رفضها وإدانتها والاستعداد إلى التصدّي لها بكلّ السبل النضالية السياسية والشعبية.
2) يهيب بكل أبناء شعبنا وكل القوى الوطنية في البلاد أن يسارعوا بالتحرّك في الشوارع وأمام السفارات تنديدا بالتحرّش الاستعماري ودفاعا عن الوطن والشعب.
3) يطالب باتّخاذ الموقف السياسي الوطني المناسب لإيقاف الهجمة الامبريالية على بلادنا.

الحزب الوطني الديمقراطي الاشتراكي
الأميـن العـام: النـوري بالتـومـي