مهرجان قرمدة :سهرة “شيئان في بلدي “عندما تضيف الأغنية للوطن جمالا

مهرجان قرمدة :سهرة “شيئان في بلدي “عندما تضيف الأغنية للوطن جمالا

12 أوت، 16:00

سهرة “شيئان في بلدي ” لفرقة أحلام المدينة بقيادة الاستاذ نزار عبدالكافي ..”بين الفن الملتزم و الساخر أو عندما تضيف الأغنية للوطن جمالا أخر “لطالما سمعت أشياء منعشة عن عرض” شيئين في بلدي”…لكني لم أكن أ تصور أن أرتوي من معين الانتشاء نفسه و أنا اجلس في الصفوف الأمامية أمام ركح مزدان بالأبيض و الاسود لوني الحياة …و لم أتصوٌر أن أستعيد مع ذاكرتي و أحاسيسي في ساعتين مسترسلتين ملحمة الفن الملتزم الذي بات من زخات مطر الماضي في ظل زوابع الرداءة و عواصف البوز الفارغ من الدسامة و الرقي…. البارحة….لم يكن عدد الجمهور رائعا …لكن العرض الذي قدم لهذا الجمهور كان في منتهى الروعة …..تقاذفتنا أمواج العزف المحترف فلم نغرق في التفاهات…و احتضننا صمت رهيب ارتقى بنا إلى عوالم من رونق الصوت و ابداع الكلمات …..انطلقت السهرة بعزف حماسي قاده الاستاذ الفنان نزار عبدالكافي الذي ارتدى قبعة حمراء شاهدتها ترفرف عاليا و ترقص على إيقاع وطننا العظيم….ثم تقدم إلى الركح رجلان يرفلان في اللون الأسود البديع و امراتان تتبختران في ثوب قطني ناصع كالسلام…..و ارتفع مع أصواتهم صوت الحياة….البارحة سمعت شعرا غنائيا مميزا…و صورا شعرية لاتشبه الصور …كان المشهد مزيجا من الدارجة التونسية و الدارجة المصرية و اللغة العربية….كان المشهد راقيا إلى درجة اني لم أشعر بوجودي في ساحة المهرجان…لقد رأيتني البارحة مع فرقة أحلام المدينة حلما من هذه الأحلام …أصفٌق بجناحين و أعطٌر الليل بزهرتين و أقبٌل تراب تونس بدمعتين…..يااااه يا وطني ..كم اشتقنا اليك في أغانيك…. ياااه يا وطني كم شوهوك باسم الثقافة و الفن و لم يعلموا أن الثقافة و الفن هما جمال الوطن…. العرض كان نقدا لما نعيشه بلغة الشعراء و الموسيقيين و المطربين …كان نقدا مضحكا حينا …مؤثرا حينا آخر ….كان كشفا للواقع بابداع ساخر….و كانت الأصوات المرددة لحب البلاد شكلا متفردا من التعبير و التواصل…..أعتبر أني كنت محظوظة بحضور عرض البارحة و قلت في نفسي” خسارة بالحق خسارة مالقيتش أصدقائي الاعلاميين و الفنانين و الشعراء من جهة صفاقس…..ممن يدافعون عن الفن الراقي و يعبرون دائما عن سخطهم جراء ماتعيشه الساحة من تعثر و ذبول.. “البارحة كانت بالنسبة لي سهرة الاستجمام الفني….سهرة تنقية الروح من الكثير من الجروح و الاستلقاء على ظهر الكلمات للتخلص من نكسات الدهر ….و التمتع بحمام شمسي في عزٌ السهر …شكرا للمنتج Abdallah Benmeymoun Abdullah….و لقائد المجموعة الفنان Nizar Abdelkefi و شكرا للعازفين الماهرين و للمطربين الذين أحسنوا تجسيد أدوارهم على الركح …و شكرا لكل من أهداني البارحة في سهرة المهرجان شيئا من النشوة و شيئا من الفرح و شكرا طبعا للسيد عز الدين الزوش Ezzeddine Zouche و هيئة مهرجان قرمدة فقد أحسنوا الاختيار …..فكان الفخر و كان الانبهار

الاستاذة آمال كعنيش العيادي

مديرة سابقة لمهرجان قرمدة

مواضيع ذات صلة