لا لبطولة المجموعتين…. سامي النيفر
منذ موسم 1998 – 1999 عندما جُرّب هذا النّظام الهجين، تعالت أصواتنا وأصوات عديد الملاحظين بالتخلي عن بطولة المجموعتين رغم أن رئيس الجامعة آنذاك طارق بن مبارك كان واضحا في تمشّيه وكنّا نعلم منذ بداية الموسم عدد الفرق في كل مجموعة والنوادي التي ستنزل في آخر الموسم. وقد نزلت 4 جمعيّات من أصل 16 (أي ربع القسم الوطني) آنذاك. فإذا بنا نكرّر التجربة دون خجل وبكل جرأة 4 مرات خلال السنوات العشر الأخيرة… وفي كل مرّة بطريقة مختلفة، بل إنّنا نبدّل النّظام وسط الموسم وقد نزيد فريقا أنصفته التّاس وأدخلته الرابطة المحترفة الأولى بعد أن أخرجه الرئيس الجريء.. بل إنّنا يمكن أن نعيد خلط الاوراق حتى بعد نهاية الموسم وبداية موسم جديد بدورة “باراج” أو إسعاف ترقيعية فالفرق التي تنزل يمكن أن تصعد وهذه من عبقريات الجامعة الوديعة التي تحبّ كل الجمعيات…
نحن نرفض هذا النّظام الهجين حتّى لو طُبّق جيّدا لأنّه كأس أكثر منه بطولة والتي من أبجديّاتها ومن مفاهيمها البسيطة التي يعرفها حتى الطفل الصغير أن تلعب كل الفرق مع بعضها ذهابا وإيابا.. بينما في نظام المجموعتين سنجد أنّ هناك نواد لا تتقابل مع بعضها طيلة البطولة… تخيّلوا يمكن ألا نشاهد مباراة دربي العاصمة طيلة موسم كامل ! ثمّ إنّ من كان يلعب على التتويج يمكن بهزيمة واحدة أن يصبح في المرتبة الأخيرة ويتفادى النزول.. وما معنى أن تنزل فرق منذ نهاية المرحلة الأولى من دوري المجموعتين السّخيف ! أمّا عن عدد نوادي البلاي أوف والبلاي آوت فيتبدّل من موسم إلى آخر فتارة 4 فرق وطورا 6 وسنة أخرى يصبح 8، فهل بعد هذا الوضوح وضوح ؟ وكل هذا غير نهائي لأننا يمكن أن نجري دورة ترقيعية بجرأتنا المعهودة… صحيح أنّ البلاي أوف فيه نوع من التشويق والمباريات الهامة ولكن ليس دائما ودون ذلك ليس هناك منطق ولا عدل… العدل أن تلعب كل الأندية ضد بعضها طيلة موسم كامل ذهابا وإيابا فتكون الفرص متكافئة ويخرج منها البطل الذي يكون فعلا أفضل من الجميع وينزل من كان أسوأ من الجميع لأنّ الكلّ لعب ضدّ الكلّ…
ملاحظة أخيرة : من المفترض أن تكون كل المقابلات بتقنية الفار وتُنقل على التلفزة وهو ما لم يقع.. وما دام البعض يفتخر بحسنات هذا النظام الكارثي، لماذا نبرمج قمّتين مهمّتين ومنتظرتين (النجم أمام الإفريقي والترجي أمام الصفاقسي) في نفس التوقيت ؟ في أقوى البطولات العالمية، تُبرمج مباريات الجولة الأخيرة أو الجولتين الأخيرتين متزامنة. ولكن في بدعة تونسية، نقرّر بجرأة أن تُجرى آخر 3 جولات في نفس التّوقيت. وأيّ توقيت ؟ غرغور القايلة : الرابعة والنصف عصرا !
سامي النيفر