مُغالطة الأحفاد جريمة وتشويه التاريخ جريمة أكبر

مُغالطة الأحفاد جريمة وتشويه التاريخ جريمة أكبر

10 أوت، 18:30

الزمن الجميل اما أن تعيشه تونس كلها وإلا فلا ، دور السنما في الستينات من القرن العشرين لم تُوجد إلا في بعض المدن كالعاصمة وصفاقس وسوسة فهي مفقودة مثلا في مركز ولاية  سوق الأربعاء ( جندوبة حاليا) وفي غيرها من الولايات المهمشة زمن حكم بورقيبة ، لذا شبابها لم يقفوا في طوابير نوادي السنما لشراء ما تيسر من الثقافة أما المسارح التي كان ينشدها الطلبة وأنا أعي ما أقول فهي تقتصر على تونس العاصمة لاغير ، لماذا ؟ لأن التعليم العالي كان لا يرى النور إلا في قلب العاصمة حتى ضواحيها كما هو الشأن حاليا ( منوبة ، قرطاج ، المرسى ، سيدي بوسعيد . . .) فلا .

فأي طوابير وقفنا فيها زمن حكم بورقبة لننشد الثقافة ؟ طوابيرأمام دور السنما في ثلاث مدن وطويبيرات امام مسارح تونس العاصمة – وحينها لم تكن مجزّأة كما هي الحال – اما طوابير ” الكنتينات” فهي منتشرة في أغلب الولايات وشتّان بين غذاء الفكر وغذاء البطن .إن لكل جيل ظروفه الخاصة في المجالات الإقتصادية والإجتماعية والثقافية ونحوها فالطوابير عرَفتها المجتمعات زمن الحربين العالميتين وزمن انتشار الأوبئة وهي أي الطوابير مألوفة في سائر البلدان المتقدمة زمنُها لا يطول بل يقصر لوعي شعوبها وانضباطهم في الطابور وما زال العالم يرى أحلك أيامه في زمننا الرديء هذا .فلنعلّم أبناءنا وأحفادنا القناعة والصبر على تحمّل مصاعب الحياة التي تشتدّ يوما بعد آخر ولنجنّبهم التاريخ المشوّه .


مَحمد التركي     صفاقس / تونس الجميلة

مواضيع ذات صلة