نافق وداهن وتنازل عن مبادئك كي تعيش سعيدا … سامي النيفر

نافق وداهن وتنازل عن مبادئك كي تعيش سعيدا … سامي النيفر

27 أوت، 16:30

المتأمّل في أحوال الناس يجد أنّ أكثرهم تعبا وتألما في الحياة من يكون نقيّا وواضحا وصريحا.. من لا يداهن ولا يجاري الجميع لا يفرح ولا يرتاح.. تحصل لنا المشاكل عندما نعبّر عن رأينا بصراحة فيغضبون منّا… لهذا لا ينجح الإنسان مع مسؤول أو حتى في العائلة إلا إذا كان منافقا ومتملّقا… من رضي عنه أنسابه ليس بالضرورة شخصا طيبا بل هو من ضحك وغنّى معهم على هواهم حتى سَلِمَ منهم… كذلك الناجح في عمله ليس بالضرورة كفئا ومتخلّقا وشجاعا بل هو الخبيث الذي ضحك مع الضاحكين وجامل مع المجاملين وانخرط مع من لهم القرار حتى أصبحوا يخافون منه وإن كان أدنى منهم منزلة في الأصل.. المسؤول الذي يظل عشرات السنين في منصبه ليس لأنه ناجح وحسن السيرة، بل هو ذاك الذي أوحى لكل الأطراف بأنه معهم وليس إلا مع مصلحته هو “كالزّير المتّكّي لا يضحّك لا يبكّي” يكون جامدا وسلبيا ويرضي خاصة الأطراف الفاعلة لأنّ رزقه في يدها في نظره… ولهذا لن تجد مسؤولا صريحا وصادقا يعمل بسلام… حتى في سيرة الرؤساء : تأمّلوا الفرق بين ما حصل للشهيد صدّام حسين وياسر عرفات والقدّافي وعلي عبد الله صالح وبين بعض ملوك دول البترودولار…
من كان على المبدأ تذوّق المرّ ومن كان دون خلق ودون مبدأ عاش أكثر اطمئنانا وراحة وذلك من مكر الدّنيا الدّنيئة…
سامي النيفر

مواضيع ذات صلة