
فرّك الرمّانة : حق المراة في ترأس هيئات المهرجانات حق لم يكفله الدستور…بقلم سلوى بن رحومة
بعد انتهاء الصيف نستعيد ذكرياتنا وكأن في استعادتها استمتاع جديد بكل ما مررنا به من رفاه أو ترفيه. المشاهد و الضحكات و المرات التي نرلنا فيها البحر و المرات التي ذهبنا فيها الى الاعراس البدلات او الفساتين التي لبسناها، السهرات العائلية على الفيرانذات ورائحة مسك الليل تغدق العبير حتى على الجيرانقريبا وبعيدا ..جمال في ذاكرة قريبة يعدنا بالعودة اليه بعد اشهر صارت تمر سريعا في هذا الزمن .
.. الصيف مهرجان كبير للتسوق و الاكل .. حتى التبذير رغم تذمرنا من حرارته و كثرة مصاريفه . يبقى فصل الترفيه بامتياز . الاستراحة من دراسة الاولاد في حد ذاتها فرصة للحرية و الراحة . فينا من يرتاح بالخلود الى النوم ليريح جسمه من ضغوطات اليومي و هناك من يضاعف الحركية لتصبح ليلا نهارا مستمتعا مستغلا كل اوقات الفراغ في الحركة و الترحال التي تزداد رغبته فيها كلما تذكر انه قريبا يتغير طعم الوقت و تقفل الابواب باكرا . حتى النوم ناقوسه البيولوجي سوف يتغير لننام باكرا . فالصيف موسم السهر موسم المهرجانات ايضا وهي التي تعد بالمات في تونس بولاياتها بل اصبحت تقليدا جهويا تطالب به المعتمديات و العمادات كحق وجبت تلبيته و الواجب الثاني يكون في ضرورة دعمه و الواجب الذي يليه يكون في المساواة في الدعم و الواجب الذي ياتي بعده يكون في عدم التاطير او التدخل في البرمجة او اختيار الهيئة . لن انقل لكم انتظاراتي لكني ساكتفي بالتذكر معكم لفترة الثمانينات و بداية التسعينات وحتى بداية الالفينات لم تكن فيه المهرجانات بهذا العدد ولم تكن للمناطق الداخلية او الريفية هذه الحظوظ وكانت فعلا محرومة من الاستمتاع و الانتفاع بهذه الانشطة التثقيفية و الترفيهية اعتبارا لان وسائل النقل غير متاحة و الامكانيات المادية للمواطن لا تسمح له بالتفكير في الترفيه وللعلم لم يكن الترفيه واجيا مثلما يطالب به الان الصغار و الكبار لان الحياة كانت تبقي لنا على جانب من الراحة النفسية و العصبية لا نحتاج معه الى الهروب منها الى ملذات متجددة . في حين كل الولايات كانت تؤمن بان الضرورة تقتضي ان يكون هناك عاصمة واحدة تستاثر بالعروض الكبرى و الاستثنائية ننحدر لها من كل صوب و حدب اذا سمحت ظروفنا المالية و حالتنا الصحية لنكون مع المستمتعين بعرض الكبيرة فيروز او العالمي مايكل دجاكس او غيرهم من اساطير الفن الذين زاروا تونس في حفلات ضخمة يشهد لها العالم بالنجاح تنظيميا وماليا
في سنوات خلت كانت الوزارة كبقية الوزارات تساهم بجزئية مهمة في رسم ملامح الشخصية التونسية من خلال الانشطة التي من بينها المهرجانات وما تقترحه الوزارة من عروض مدعمة عالمية او وطنية وهكذا كانت الوزارة تدير من خلف الهيئات هذه المهرجانات في توجه عام نشا معه رجال ونساء بذوق ما وبممزات ما كانت مجهودات الدولة كلها موجهة نحوها و الارشاد الذوقي ان صح التعبير كان مسؤولية وزارة الثقافة
هذا الخيط الرهيف صرنا نفتقده اليوم رغم مجهودات الوزارة المتعددة في اتجاهات كثيرة تحتمها هذه الفترة التي تمر بها تونس الا ان الوقت حان لنعود الى الاهذاف البعيدة و الحقيقية لوزارة الثقافة قبل ان تكون مصدر رزق لالاف المبدعين فهي مصدر تاطير للشعب عامة في اختياراته الذوقية و الاخلاقية ايضا
لم احضر هذه السنة ايا من المهرجانات فقدت الشغف بفقدان العروض المميزة جدا وانا التي كنت احمل عضوية هيئة المهرجانات منذ سن 16 سنة بصفة تشجيعية و من باب التحضير للبنة تاخذ المشعل في عهد الاستاذ الحبيب الشعبوني رحمه الله ثم بعد ذلك في دورات متباعدة منذ سنوات في مهرجان صفاقس الدولي حيث كنت مجرد رقم مع مجموعة يقودها رئيس واحد يفترض ان يكون له توجه يعمل عليه الا ان التوجه الوحيد كان تغطية المصاريف ومن يمكن ان يقتطع له الجمهور تذكرة فصرنا لجمهور يوجهنا برئيسنا جمهور تجري به عجلة النات الى مرمى المسيطر فيها ايا كان هو .
كان بودي ان يكون لنا نحن النساء بعض الاحقية في تراس المهرجانات ضمن ما لدينا من ترسانة الحقوق وان يكون للمثقف الاحقية و المبدع المتمرس بالنشاط و الميدان الاحقية ايضا ونكون معا على فكر واحد نحو موطن تونسي يعتز بالهوية و مفتوح على العالم بما يختاره لنفسه لا بما نجبر عليه
وانا ممتنة رغم عدم حضوري الى النجم التونسي و العربي صابر الرباعي ابن صفاقس الذي لايزال يتربع على عرش الفن و الجمال اميرا للطرب والى المطربة التونسية لطيفة التي بذكائها او بدونه حفرت اسمها في قلوب التونسيين لانها في العمق تحب هذا البلد وتروج له منذ عشرات السنين من وراء ابو الهول و الاهرامات كما اهنىء التونسي الماهر رؤوف على اختياراته الفنية و على طريق الهوية الذي سلكه باقتدار ليكون ابن الوطن داخله وعلمه اذا ما سافر عبر البحار
اخيرا كم تمنيت لو حضرت حفلا لذكرى الفنانة فقيدة الفن العربي كم تمنيت لو سمعتها مباشرة لارتوي سنوات من العطش الى الفن
محبتي للمخلصين .