في  اليوم  العالمي  للمُسنّين : هل احترمنا  مسنّينا في  تونس؟ بقلم  حافظ  كسكاس.

في اليوم العالمي للمُسنّين : هل احترمنا مسنّينا في تونس؟ بقلم حافظ كسكاس.

1 أكتوبر، 20:44

يحتفل العالم سنويا يوم 1 أكتوبر باليوم العالمي للمسنين، ونظرا لأهمية هذا الحدث، نظمت بلدية صفاقس ، بالشراكة مع الادارة الجهوية للصحة بصفاقس، الادارة الجهوية للمرأة والأسرة وكبار السن والطفولة، جمعية رابطة الأجيال والجمعية التونسية للشيخوخة ندوة علمية تحت عنوان ” من أجل شيخوخة ناشطة وسليمة “.

جميل ان نحتفل ولكن هل ممارساتنا في حجم احتفالاتنا او بالتحديد هل نحن فعلا نحترم المسنّين ؟ قد يبدو سؤالا بديهيا لا يجب ان نجيب عنه ولكن في هذا العصر تغيّر كل شيء فالمسنّ لم يعد ذلك الشيخ الذي يحترمه الجميع ولا يتجرّأ احد حتى على النظر له في عينيه …وتلجأ له كل العائلة لاستشارته قبل اتخاذ اي قرار ..

اليوم المسنّ لا يلقى الاحترام انطلاقا من الدولة التي لا تقدّر ما قدّمه طيلة سنوات العمل والكفاح والتضحية وتجود عليه بملاليم منحة التقاعد وتحرمه من كل امتياز ومنح كان يتمتع بها طيلة حياته واليوم نرى ان المتقاعدين يعيشون احلك ايامهم حيث بالكاد يكفي التقاعد ثمن الدواء واجرة الطبيب ..والمسن لا توجد قوانين تحميه او تعطيه الاولوية في الادارات فتراه من ساعات الفجر الاولى امام باب الكنام والادارات الاخرى ينتظر في صفوف طويلة عريضة وصول دوره بعد ساعات من التعب ومغالبة النفس على هوانها ….في البريد ايضا يقضي ساعات ليسحب الملاليم التي ينتظرها الصيدلي …فهل بهذه المعاملة سيشعر المسن بانه يُجازى على تضحيته وتكوينه لاجيال واجيال .

المسن ايضا لا يجد التقدير ولا الاحترام في وسائل النقل حيث يتزاحم جنبا الى جنب مع ابن العشرين ليجد مكانا في تاكسي خردة او حافلة مهترئة ..وليت الامر يتوقف عند هذا الحد فهو يسمع كل انواع السباب والكلام البذيء من طرف الشباب وقد لا يكون الكلام موجه له شخصيا ولكن مجرد التفوه به امام شيخ مسن يعتبر جريمة نكراء في الزمن الجميل

هذا نزر قليل من حال المسنّ في تونس وهذا ما يعانيه ولا امل للاسف في الاصلاح في منظومة اجتماعية جاحدة وانانية وفي مجتمع فقد كل ظوابطه الاخلاقيّة .

مواضيع ذات صلة