ما جدوى دفع معلوم التلفزة لوطنية الإعادات؟

يتعرض الشعب التونسي يوميا إلى عملية تحيل كبرى من قِبَلِ التلفزة الوطنية بقناتيها.. التلفزة التي تفتكّ أموالنا بغير حق في فاتورة الستاغ حتى لو لم نشاهد برامجها.. حتى المصانع والمؤسسات التجارية تدفع لها.. التلفزة الوطنية أصبحت شحيحة في إنتاجاتها في السنوات الأخيرة مكتفية “بالبايت و المجمّر” ولكنها في الفترة الأخيرة بالغت في الإعادات الركيكة وغير المدروسة.. الحنين إلى الماضي لا يبرّر هذا الكمّ الهائل من الإعادات من الصباح إلى المساء كما لا يمكن تبريرها أنها بناء على طلب الجمهور الذي يريد الجديد والممتع خاصة في زمن التكنولوجيا والإمكانات التقنية الضخمة.. هناك مسلسلات تعاد 3 أو 4 مرات في سنة أو سنتين.. هناك مسلسلات تعاد كل 3 أشهر على غرار “منامة عروسية” و”حسابات وعقابات” و”الدّوّار” و”الليالي البيض” ! مسرحية “الماريشال عمّار” و”حمّة الجريدي” وحكايات العروي وسهرة من الأرشيف ومن المهرجانات السابقة وأشرطة تلفزية وسلسلات قديمة… هذه هي برمجة الوطنية 1 و 2 كل يوم على مدار السنة.. تستطيع تلفزتنا أن تنشئ قناة الوطنية كلاسيك أو الوطنية زمان تكون متخصصة في عرض أرشيف التلفزة أما القناة الرئيسية فعليها أن تقدّم منتوجا يحترم عقل المشاهد ووعيه.. وإذا كانت التلفزة الوطنية مصرّة على الإعادات البليدة المتكرّرة طيلة الوقت فقد حرمت عليها أموال الشعب فلم يعد هناك موجب لدفع معلوم التلفزة الذي لا نعلم أين يتمّ صرفه وهذه شبهة فساد كبيرة.. نتمنى أن تستفيق الوطنية وتراجع نفسها ولا تستبلهنا أو تساهم في تخديرنا ولا تحيد عن دورها في نشر الوعي والتنوير والتثقيف والإخبار والترفيه.
 سامي النيفر