في  اسواق  صفاقس : دقلة النور أم دقلة الدود ؟

في اسواق صفاقس : دقلة النور أم دقلة الدود ؟

15 نوفمبر، 12:00

لطالما كانت التمور الأغلى ثمنا بين الغلال حتى بلغت 14 دينارا في وقت من الأوقات.. وهذه السنة ومع انخفاض الصادرات ظننّا أن التونسي سينعم أخيرا بالتمر في بلاده التي تنتجه وتبيعه للأجنبي وتترك النوعية السيئة منه لمواطنيها ولكن ذلك لم يحصل فلئن تراجعت الأسعار نسبيا متراوحة بين 4 و7 دنانير فإن جودة التمر ظلّت رديئة جدا فمهما كان البائع ومهما كان نوع التمر أو مأتاه (قبلّي، توزر، قابس،…) فالمستهلك يُصدم عندما يجد أن 60% من التمر المشترى غير صالح للاستهلاك حيث يوجد الدود أو السوس داخل الثمار في منظر مقرف مقزّز.. وببحثنا قليلا عن الأسباب، صُدمنا أكثر… فالسبب الأول أن بعض التمور تأتينا منذ الموسم الفارط وليست تمور هذا الموسم والسبب الثاني غياب المكافحة الزراعية والمتمثلة في جمع بقايا التمور المتضررة المتساقطة والمتبقية على الأشجار للحد من انتشار الآفة إلى بقية الثمار والسبب الثالث أنه لم تتم المكافحة البيولوجية أو الكيمياوية لهذه الحشرة والسبب الرابع غياب المكافحة الفيزيائية وذلك بحماية العراجين بشباك الناموسية والسبب الخامس وقد يكون الأهم هو غياب التعليب الجيد للتمر إذ يفترض أن يقع تغليفه بالنايلون أو يوضع في وعاء مصنوع من البلاستيك ومغلق بإحكام على غرار الفراولة وعلى غرار التمور المعدّة للتصدير وفي هذا يجب أن تسن قوانين صارمة في تعليب التمور بطريقة صحيحة تمر عبر مراقبة وزارات الفلاحة و التجارة و البيئة حتى تصل للمستهلك في حالة جيدة ولا يمكن أن يكون ذلك إذا تمّ نقل هذه الغلال من مكان إلى مكان وعبر مسافات طويلة أحيانا ووقع عرضها للبيع في الحرارة والهواء والغبار ورشها بالمياه وذلك مضرّ جدا ويتسبّب بالحشرات والآفات…التمور من صميم عاداتنا وتقاليدنا وهي من أهم منتوجاتنا المحلية التي نفخر بها وهي أكل الفقراء والطبقات الشعبية في العادة فإذا بها أصبحت صعبة المنال حتى على ميسوري الحال كما أنها مباركة ووصية الرسول محمّد صلّى الله عليه وسلّم ونستعملها في عديد الأطباق الشعبية مع الزبدة أو الشامية أو البسيسة أو السلطات أو الزينة وهي تحتوي على منافع عديدة وعناصر مفيدة فهي مفيدة لحسن الهضم ومشاكل القلب وللجهاز العصبي وضغط الدم ومد الجسم بالطاقة والنشاط (وليس بالسوس والدّود) وهي غنية بالكالسيوم والبوتاسيوم والمغنيزيوم والسكر المفيد فهلّا بذلت دولتنا العزيزة بعض الجهود من أجل صحة وعادات التونسي الأصيلة ؟

سامي النيفر

مواضيع ذات صلة