الورتاني وزعيم: يبحثون عن الضيوف في سلة المهملات… أسامة بن رقيقة

إنتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة “قلة الذوق” بشكل لافت وكبير، حيث تتسابق بعض المؤسسات الإعلامية على إستضافة النكرات من الوسط الفني، ليس لتقديم الإظافة بل من أجل الإثارة والبوز وكسب المشاهدين وتحقيق نسب مشاهدة مرتفعة، حتى ولو كان ذلك على حساب الذوق العام. أسماء تتدعى الفن والثقافة والعلم أمثال عائشة عطية وغيرها من الأسماء التي صنعتها الصدفة الإلكترونية  بأغاني هابطة وخادشة للحياء وفنانات شبه عاريات تهوى بمكانة المرأة التونسية وتصورها كجسد وبضاعة لاغير. حتى أن المشاهد يشعر بالإستحياء وهو يشاهد فنانات يتحدثن عن الحياة الخاصة بدون خطوط حمراء ، رفقة العائلة. وهو مايجعلنا نتحسر على الزمن الجميل للتلفزة، والفن الرائق، بوجود عمالقة من المنشطين الذين كانوا يحافظون على الذوق العام ولا يستضيفون الا العمالقة وأصحاب الأصوات الطربية. عكس مانشاهده اليوم، من منشطين أمثال الهادي زعيم ونوفل الورتاني  يبحثون عن الضيوف في سلة المهملات.  إنحدار قيمي ، أصبحت فيه الأخلاق بعيدة المنال يناصبها هؤلاء العداء، حتى غدت عملة نادرة نبحث عنها في أسواق النخاسة. كم نحن في حاجة الى هزة ورجة ضد هاته الرداءة والفوضى، بإحداث ثورة فكرية. ولكن لن يتطور المشهد في ظل وجود المال الفاسد الذي إجتاح بعض القنوات التلفزية. ولكن الغريب في كل هذا، وبالرغم من هذا التلوث السمعي البصري الذي تتحفنا به هاته المؤسسات الإعلامية، إلا أن الهايكا لم تحرك ساكنا، والتي يبدو أن مهمتها مراقبة البرامج الملتزمة.

 أسامة بن رقيقة