صفاقس : جشع، بيع مشروط، وفظاظة في التعامل… لماذا فسدت أخلاق بعض التجار؟

صفاقس : جشع، بيع مشروط، وفظاظة في التعامل… لماذا فسدت أخلاق بعض التجار؟

3 جانفي، 16:00

منذ زمن ونحن نلاحظ تردي أخلاق العديد من التجار ولقد تدعّم هذا الرأي فيهم بمناسبة احتفالات رأس السنة الميلادية ففي يوم واحد شهدنا 4 حوادث محزنة جدا في صفاقس مدينة الأخلاق الفاضلة ولكن يبدو أن كثيرا من ذلك قد اندثر مع أجدادنا فعندما تطلب من مزوّد الانترنات أن يشحن لك دينارين يشحن 5 دنانير ويفعّلها لك مباشرة رغم أنك طلبت منه تعبئة الرصيد فقط وأنت تختار طريقة التصرف فيه لاحقا علما أن سرقة الرصيد عند الإبحار أصبح أمرا مألوفا ودارجا… وعندما تذهب إلى الدّجّاج وتطلب منه دجاجة مصلية صغيرة يعطيك الكبيرة ويقول لك هذه أفضل ولا وقت لديك للنقاش فقد لفها وأعطاك إياها وما عليك إلا أن تأخذها ساكتا راضيا وعندما تذهب إلى بائعة الحلو العربي وتكون قد اتفقت معها على نوع معين مسبقا تفاجئك أنه ليس لديها ما طلبته ولكنها تفرض عليك نوعا آخر وتقول لك : “هذا حضّرته خصّيصا من أجلك وأعرف أنك تحبه ” وقد تعدك بتحضير الجديد ولكنها تعطيك من القديم البايت الذي لم تشأ أن تشتريه منها في الشهر الفارط عندما كان طريا ! وأخيرا وليس آخرا عندما تذهب إلى محل معروف لبيع المرطبات وتكون قد مرّرت طلبك منذ أيام واتفقت sur commande على قالب حلوى بمواصفات معينة ستفاجئ به عائلتك أو أصدقاءك أو خطيبتك فتتفاجأ أنت بأنهم لم يلتزموا بالطّلبيّة وقصولك بونو بأن تجاهلوا البونو الذي اتفقتما فيه على كل شيء لتشتري قالب حلوى عاديا جدا وتكون قد ضيّعت وقتا طويلا في انتظار الموعد من أجل بضاعة كان يمكن أن تشتريها وأنت مارّ من أمام المحل وفي الوقت الذي تريد.. والأسوأ من كل هذا أن أغلب التجار – ولا نقول كلهم – يتعاملون بفظاظة وخشونة قد تصل إلى العنف خاصة على مستوى الكلام ولا يعتذرون عن تقصيرهم فهم يعدون ويخلفون ويرمون السلعة المشتراة على وجهك بسرعة وربما بغضب ويكذبون ويصرخون وكل شيء بالغمّة فمازلتَ بصدد الحديث والسؤال وهم “يقرطسون” لك ما يريدون هم لا ما تطلبه أنت..كل ذلك ما كان ليحدث لو كان لهؤلاء وازع ديني وأخلاقي يمنعهم من الغش والجشع وسوء الخلق والمال الحرام الذي لن يبارك الله فيه ولا يتقبّل من صاحبه عملا أو دعاء كما جاء في عديد الأحاديث النبوية وما كان ليحصل لو تشدّدت الرقابة على هؤلاء وما كان ليقع لو كان الحرفاء كل الحرفاء أكثر وعيا وأقل لهفة وخنوعا لأهواء هؤلاء.. فهل ينصلح الحال يوما ونعود إلى القناعة عند البائع والشاري حتى يبارك الله للجميع ونفرح بأعيادنا ومناسباتنا ؟ نتمنى ذلك.

سامي النيفر

مواضيع ذات صلة