العرافة والدجّالة: سيحتلّون المنابر الإعلامية

العرافة والدجّالة: سيحتلّون المنابر الإعلامية

31 ديسمبر، 18:30

قال تعالى”قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون”. ويقول عليه الصلاة والسلام “من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه كما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد”. ككل عام ومع نهاية السنة الإدارية ستتنافس القنوات التلفزية الخاصة على إستضافة العرافة والمنجمون ، بحثا عن الإثارة ولكسب عدد أكبر من المشاهدين، سيحتلون  المنابر الإعلامية بل ويُنظّرُون في كل المجالات ويعلمون ماذا سيحدث في المستقبل ، وأنت تستمع لكلامهم يخيل لك أنك أمام أحد السياسيين الذين يمتهنون الإنتهازية عنوانا لمدخلاتهم. والحال أن أحد هؤلاء الدجالين تنبأ العام الفارط بأشياء لم يحدث منها سوى القليل وعن طريق الصدفة. فمثلا قال أحدهم أن الفائز بكأس تونس سيكون من العاصمة والحال أن اللقب ذهب إلى عاصمة الرباط (الاتحاد المستيري). لقب البطولة لا يحتاج عرافا فلجنة التحكيم هي من تحدد اللقب. تنبأ آخر  بوفاة شخصية سياسية وهو مالم يحدث، سيفعل نفس الشيء هذا العام (2021) وسيعيد الكرّة السنة القادمة إلى أن تحدث صدفة ويقال أن العراف الفلاني تنبأ بذلك. أيها الدجالين في تونس ألم تتنبؤوا منذ سنوات برحيل حافظ الأسد أو إغتياله والحال أن الرئيس السوري مازال في السلطة. ألم تقولوا أن المنتخب الوطني سيمر للدور الثاني في كأس العالم روسيا (2018). ألم تقل احد كهنة المعبد أن تونس ستكون مثل دبي والحال أن الوضع ازداد سوءا. من منكم تنبأ بفيروس كورونا، من مِن كهنة معبدكم تحدث عن هزيمة ترمب وفوز قيس سعيد بالرئاسة. ألم تحدثكم البلورة العجيبة عن بقية الأحداث ام انها أخطأت العنوان كعادتها. فكفاكم كذبا وإستبلاها ، فكل تنبؤاتكم تسقط في الماء دائما وسامح الله من ينفخ في صوركم ليحصد نسب مشاهدة مرتفعة على حساب شعب جريح شردته الظروف الإقتصادية والإجتماعية الصعبة. والغريب في الأمر أن من بين هؤلاء من تتعلق به تهم في التحرش وملفه أمام القضاء واليوم يطرح نفسه كحكيم روحاني والحال أنه من كهنة معبد الدجالين.
أسامة بن رقيقة

مواضيع ذات صلة