يفعل الجاهل بنفسه ما لا يفعله العدو بعدوه…فتحي الجموسي

يفعل الجاهل بنفسه ما لا يفعله العدو بعدوه…فتحي الجموسي

6 جانفي، 15:30

كان بأمكان المشيشي أن يكون الرجل الأقوى داخل منظومة السلطة لو حافظ على استقلاليته عن الأحزاب، فلا النهضة ولا قلب تونس ولا إئتلاف الكرامة أو حركة الشعب أو التيار قادرون على تنحيته فرادى أو مجتمعين، فالجميع يخشى سحب الثقة منه مهما فعل ومهما تحداهم لأن ذلك سيكلفهم ما كلفهم الياس الفخفاخ من قبله وهو الإستقالة قبل التصويت على لائحة سحب الثقة منه وإعادة مبادرة تشكيل حكومة جديدة الى رئيس الجمهورية طبق أحكام الدستور.الورقة الوحيدة التي كانت بيد السيد هشام المشيشي للبقاء في مهامه هو إصراره على الحفاظ على إستقلالية حكومته عن الأحزاب وعدم استسلامه للضغوطات وهذا أمر ممكن بالثبات على الموقف بالرغم من كل التهديدات فكل الأحزاب الطامعة في الحكم منهكة وغير قادرة على الدخول في مغامرة ثانية للإطاحة بالحكومة أو إعادة الإنتخابات خصوصا بعد الصعود الصاروخي لعبير موسي وحزبها والتي تثبتها كل نتائج سبر الآراء.لكن للأسف إتضح اليوم أنه رجل ضعيف وغير مسيس حتى لا أنعته بالغباء فكل حساباته خاطئة، فإرتماؤه في أحضان الترويكا الجديدة المشكلة من النهضة وقلب تونس وإئتلاف الكرامة لن يوفر له أي حزام سياسي خصوصا بعد دخول نبيل القروي السجن وإحتمال فرقعة كتلته النيابية كما أن طلبات هته الترويكا لن تنتهي أبدا بل ستطالبه بالمزيد والمزيد إلى أن تتسبب له في نزيف يهتك بمصداقيته وينزع عنه السلطة ليحوله لمجرد بيدق بين أيديها.تنحية وزير الداخلية المنسوب لقيس سعيد اليوم خطا جسيم سيكلفه الكثير مهما كانت الأسباب فحتى على فرض كون هذا الوزير أجرى تغييرات في مناصب أمنية دون استشارته فإن هته التغييرات موجهة ضد الترويكا وليست موجهة ضد شخصه، وتنحية وزير الداخلية هي إعلان حرب على رئيس الجمهورية وهذا الأخير أحببنا أم كرهنا هو اليوم الأكثر شعبية والأكثر شرعية بعد أن أصبح حل البرلمان مطلبا شعبيا.المشيشي أعلن اليوم عن نهاية عهدته وأول من سيتبرأ منه هي الترويكا التي ضحى بنفسه من أجلها.

مواضيع ذات صلة