دبارة وزيارة.. ثقافة وإنارة

دبارة وزيارة.. ثقافة وإنارة

17 جانفي، 17:30

تعتبر حصة “دبارة وزيارة” من أجمل وأنجح البرامج التي نشاهدها على قنواتنا التي قلّت فيها هذه النوعية الراقية من المنوعات الناجحة.. هذا البرنامج يعرض كل سبت انطلاقا من الساعة الثامنة مساء على قناة التاسعة ويهتم في كل حلقة بولاية من الولايات أو معتمدية من المعتمديات فيحدثنا عن عاداتها وتقاليدها وتاريخها وآثارها ورموزها ومعالمها (متاحف، سدود، محميات،…) حديث عن الخصائص الطبيعية والتاريخية والحضارية لكل منطقة من ربوع هذه البلاد التي نسينا أنها جميلة وغنية بفضل إرث ثقافي متنوع ساهم فيه موقعها الاستراتيجي في حوض البحر الأبيض المتوسط وتعاقب الحضارات المختلفة عليها والتي أثّرت فيها إيجابيا وبفضل طبيعتها الخلابة حيث تنوع التضاريس والخصائص الجغرافية لكل ولاية مع مناخ معتدل غير قاس يجمع بين البرودة والحرارة والدفء والأمطار والثلوج والرياح وكلها عناصر تصنع طبيعة جميلة ثرية تعيش فيها الحيوانات والنباتات المختلفة.. هذا البرنامج من تقديم مرام بن عزيزة التي اكتشفناها من جديد.. اكتشفنا فيها العلم والثقافة وحسن التواصل مع الآخرين وذلك بهدوء ورزانة بعيدا عن الميوعة والإثارة وتصاحبها في التنشيط الأستاذة العزيزة القديرة جميلة بالي والتي يحلو لمرام وأصحابها مناداتها ب”جمّولة”.. ولقد أعادتنا جمّولة إلى صولاتها وجولاتها في الإعلام المنير الرّاقي كيف لا وهي أستاذة الخياطة المشهورة بمعهد مجيدة بوليلة بصفاقس منذ السبعينيّات ومازال تلامذتها والذي بلغ أكثرهم سن التقاعد حاليا وأمي إحداهم يعترفون بفضلها عليهم كما لا ننسى برنامجها البيت السعيد سواء في إذاعة صفاقس أو في القناة الوطنية الأولى طيلة سنين حتى تناستها الإذاعة والتلفزة رغم أنها كنز معرفي وقد راكمت الخبرة والتجربة بالإضافة إلى كفاءتها واقتدارها في الطبخ والخياطة وشؤون المنزل والأسرة المختلفة… في حصة “دبارة وزيارة” على قناة التاسعة تتحاور جميلة بالي التي تمتاز بهيبة وكاريزما ورصانة مع طباخ أو طباخة حول عادات وخصوصيات الولاية وذلك بأسلوب ممتع شائق ثم تشرف على الشيف في طبخ طبق تشتهر به المنطقة وقد توافق أو تصحّح أو تضيف معلومة فهي بمثابة العميدة والمعلّمة يرجع لها الجميع في خطواتهم رغم كفاءتهم واقتدارهم.. ميزة هذه المنوعة ثراء الحوار والأجواء الحميمية بين كل المشاركين فيها فكأننا حقا وسط عائلتنا وأصدقائنا والحصة تأخذنا في رحلة في المكان والزمان لنتعرّف أكثر على بلادنا ونفخر بتراثها المتنوع الرائع مع جمال التصوير والإخراج وموسيقى هادئة مصاحبة فيخرج المشاهد بمتعة كبيرة وفائدة عظيمة جامعا بين الترفيه والثقافة وهي النوعية من البرامج التي قلّ وجودها في زمننا الرديء والتي نشجع عليها ونثني على أصحابها الثناء الحسن داعين إياهم إلى مواصلة مسيرتهم الموفقة.

سامي النيفر

مواضيع ذات صلة