الدولة قادرة على توريد الغاز المسيل للدموع… ولاتستطيع شراء لقاح كورونا

منذ أيام والبلاد تعيش على وقع حركات احتجاجية كبيرة، تتوسع رقعتها من يوم لآخر. احتجاجات تأتي مع تنامي الغضب بسبب صعوبة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية واستشراء الفساد في البلاد. هاته الإضرابات تخللتها أعمال شغب وتكسير للاملاك العامة والخاصة، وهو ماحتم على الدولة استعمال قوة القانون، وواجهت بعض المحتجين بالقنابل المسيلة للدموع، بل أقامت  حفلا كبيرا أطلقت فيه مئات بل آلاف القنابل ولم يلتفت احد إلى تكلفتها على المجموعة الوطنية. فقمت بالبحث عن تكلفة القنبلة الواحدة فوجدت أن الأسعار تتراوح بين 18و 50دولارا للعبوة الواحدة. (تقريبا بين 60 و150دينار بالعملة التونسية). تكلفة القبلة الواحدة(السعر الأدنى) ستون دينارا، اي مايعادل مدخول يومي لثلاث عائلات تونسية، مع العلم وان عديد المناطق شهدت خلال ليلة واحدة إطلاق عشرات بل مئات القنابل ولكم أن تتصوروا حجم الخسائر، بحيث تتجاوز تكلفة ليلة احتجاجات واحدة عشرات الملايين من المليمات التونسية من أموال المجموعة الوطنية وبالعملة الصعبة، في الوقت الذي تتدعي فيه السلطة الحاكمة  أن البلاد تعيش أزمة مالية خانقة وضروف صعبة. حتى أن الدولة عجزت  شراء لقاح كوفيد 19، علما وان أسعار بعض لقاحات كورونا لا تتجاوز 5دولارات (لقاح أكسفورد 4.2$). في المقابل تستطيع الحكومة توريد القنابل المسيلة للدموع (قبلة واحدة تعادل ثلاثة جرعات تلقيح).

أسامة بن رقيقة