حتى مصيبة الموت…”فرقتنا”.

حتى مصيبة الموت…”فرقتنا”.

23 جانفي، 18:30

ما يحدث اليوم في تونس جعل البعض يحن للديكتاتورية وعيوبها، على حساب الديمقزاطية ومزاياها، تبريرهم يعود لكون الإستبداد جمعنا وحكم الشعب فرقنا، فبعد أن كنا شعب واحد متلاحم، أصبحنا منقسمين نتبادل السباب والشتائم فهذا نهضاوي وذاك جبهاوي والآخر يتبع النداء… أنت يساري وأنا ليبرالي أما أنت فدستوري وأنتم قوميون وإسلاميون… مصطلحات كانت غائبة زمن الديكتاتورية، نستحضرها اليوم بإسم الديمقراطية والتي لم يعرف البعض مفهومها. صحيح أن الناس يختلفون فيما بينهم، في السياسة والرياضة والفكر… ولكن لا نستطيع أن نفهم، كيف لنا أن نختلف في الموت ونشمت في انسان نختلف معه والحال انه قد أفضى إلى خالقه؟ كيف لنا أن نشمت في انسان لمجرد اننا نختلف معه في الرأي؟  توفي بلعيد والبراهمي والزواري فشاهدنا كيلا من السباب والشتائم..و بالأمس القريب فارقنا جلبار نقاش فكالوا له التهم… واليوم يواري جثمان محرزية العبيدي، فاصطف البعض ممن يخالفوها الرأي ليشمتوا فيها. وكأننا بهؤلاء سيخلدون في الدنيا، والحال أن الإنسان مهما بلغ من العمر عتيا، سيكون له نفس المصير. “كل من عليها فان”. أيها الديمقراطيون الجدد، أين نحن من أخلاق رسولنا الكريم، عندما قام لجنازة، ولما قيل له انها ليهودي، قال “أليست نفسا”. ألم يصلي النبي الكريم على عبد الله ابن سلول رغم علمه انه كان منافق عندما توفي. أين نحن من أخلاق نبينا القائمة على المحبة والاحترام والرحمة والتسامح ؟ لماذا أصاب البعض منا هذا التصحر في المشاعر الإنسانية، إلى حد اصبحو فيه لا يرجون رحمة الله على غيرهم؟ أيها الشامتون، أفيقوا ربما ستلقون ما لقوا. “لااتضهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك”. رسالتي لكم” من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو يصمت”، فالموت حق علي كل البشر وهو الحقيقة التي يجب علينا جميعا أن ندركها ونؤمن بها، فنحن لا نملك إلا هذا.

أسامة بن رقيقة

مواضيع ذات صلة