المنجي اللوز: قامة تغادرنا…فتحي الهمّامي

المنجي اللوز: قامة تغادرنا…فتحي الهمّامي

5 ماي، 22:07

فجع اليوم الطيف التقدمي في صفاقس والوطن باكمله بوفاة رمز من رموزه المنجي اللوز وَتَوَجَّعَ لِفَقْدِهِ. ولن أتزيَّد في كلامي إذا قلت أن الفقيد قامة من قامات الفعل السياسي الديمقراطي في جهته وعلى المستوى الوطني. ولولا لوثة الديماغوجية والشعبوية اللتان إقتحمتا الساحة السياسية إقتحاما ومظاهر الفوضى والفلكلور السائدان فيها . ولولا وهن القوى التقدمية بسبب انقسامها لكان للرجل ادوار أهم في حياة بلادنا. فالفقيد لم ينقطع طوال حياته على ان يكون في المواقع الأمامية مناضلا في سبيل الحرية والديمقراطية، مضحيا بجهده ووقته وحريته من أجلهما. وهو الذي يتميز بقدرات هامة على التفكير السياسي والتمكن من آلياته وادواته. وليس جديدا القول ان المنجي اللوز رجل اليسار البارز كان يؤمن اشد الايمان بجدوى إلتقاء قوى التقدم وإئتلافها من اجل تحقيق الاهداف المشتركة من حرية وديمقراطية وتقدم إجتماعي، ويحضرني هنا ذلك المشروع السياسي في صفاقس سنة 1989 – وفي إطاره تعرفت إليه لأول مرة- لتقديم قائمة ديمقراطية لإنتخابات تشريعية جزئية. تلك الديناميكية الجهوية التاريخية شكلت لحظة إلتقاء هامة لعدد من المكونات التقدمية (مناضلون مستقلون- وحدة شعبية – حزب شيوعي…..) كانت غايتها رفع رايتها المميزة من خلال المشاركة السياسية في الانتخابات. وكان لمنجي اللوز والحق يقال ادوار اساسية في إنجاح ذلك المسعى من خلال مجهوداته في البناء والتاليف وفي التوصل إلى تحقيق مسعى المشروع،إذ تقدمت قائمة إئتلافية تقدمية لتلك الانتخابات برئاسة الفقيد عبدالله الشابي. وفي جلسات ذلك المشروع الممتدة لأسابيع (كان تتم في بيت جمال الزيادي وكنت احضرها بصفتي من ممثلي الحزب الشيوعي صحبة الاستاذين محمود بن جماعة وثامر إدريس) امكن لي الاطلاع على قدرات المنجي اللوز القيادية والسياسية والتاليفية وتلك الرؤية الثاقبة والفكر الوقاد وذلك الثبات والاصرار على إنجاح العمل المشترك. ارجو ان ياتي اليوم الذي تكتب فيه صفاقس تاريخها التقدمي الذي كان للفقيد فيه إسهاما كبيرا واثرا لن يمحى. الوداع المنجي اللوز

فتحي الهمامي

مواضيع ذات صلة