رصاص القلم : تونس بين مطرقة البلعوط  وسندان البوجادي – الجزء الثاني – بقلم محمد العذار

رصاص القلم : تونس بين مطرقة البلعوط وسندان البوجادي – الجزء الثاني – بقلم محمد العذار

2 جوان، 21:45

لقد خصّصنا الجزء الأول من هذا المقال للتعريف بالبلعوط و البلاعيط الذين اجتاحوا تونس ووضّحنا مبادئهم الخمس و هي أنّ ” غايتهم تبرر وسائلهم ” و أنّهم ” يتمسكنون حتى يتمكّنون ” و كيف أنّهم ” يقولون ما لا يفعلون ” و أنّهم ” ناكثون للعهد ” و ” متقنين للتّقيّة ” و بيّنا كيف أنّهم يعتبرون الوطن غنيمة يتقاسمها البلاعيط دون سواهم فيتمّ تهميش و إقصاء الكفاءة و يتمّ الاستنجاد بالمرتزق و بائع الذّمة و البوجادي. و إذ لم يكن للفظة ” البوجادي ” تعريف في كل معاجم اللّغة فإنّ أصل هذه الكلمة مشتقّ من اسم البرلماني الفرنسي ” بيار بوجادي ” الّذي كان قد أسّس حزبا يمينيا سمّاه ” اتحاد الدفاع عن تجار و حرفي فرنسا ” و تحصّل سنة 1956 على أكثر من 50 مقعدا في البرلمان الفرنسي و كان ” بوجادي ” ذو المستوى التعليمي البسيط جدّا شعبويّا يفتي في كل شيء بجهل و غير دراية و عرفت فرنسا في ذلك العهد أرذل أيّامها  ضاق الفرنسيون ذرعا بالوضع و فهموا أنّ فرنسا ستسقط إن استمرت حالة الفوضى التي تسبّب فيها النظام البرلماني آنذاك فجيء بالجنرال ديغول من تقاعده و تمّ إنقاذ فرنسا. و أنا اكتب هذا المقال تذكّرت خطاب ذلك الأمير في قومه عندما قال ” لم يصبكم الطاعون منذ أن ولّيت عليكم ” فقال أعرابي ” إن الله أرحم من أن يجمع علينا مصيبتين أنت و الطاعون ” فكيف لهذا البلد الأمين الذي اجتمعت عليه عديد المصائب : البلعوط و البوجادي و الطاعون و غيرهم  كثر فيا رب ارحم هذا البلد فأنت خير الراحمين

مع تحيات محمد العذار

مواضيع ذات صلة