فيروس كورونا وعظمة الله ..محمد نبيل المهيري

ما زال ذلك الجِرْمُ الضّئيل ،الّذي لا يُرى حتّى بالمجهر العاديّ ، يُرينا من عجائبه .. ويُعجزنا بغرائبه .. فكأنّه يعبث بعلم بني الإنسان ويظهر للعيان قصوره ومحدوديّته.. وهو في الواقع ،إنّمًا جُعِل ، لمن أراد أن يتفكّر ، إلّا ليُبرز عظمة الخالق وقدرته ، الّذي سخّره وبثّه في كلّ أنحاء الأرض..و ليبيّن للإنسان ،في المقابل ، بأنّ الله سبحانه قادر على قهره بأهون مخلوقاته ..وتبقى اختراعاته واكتشافاته قاصرة عن صدّه أو الإنتصار عليه.. وكذلك ليكشف له أنّ ما توصّل إليه من تطوير لوسائل المواصلات ،وتقريب للمسافات، ليس إلّا وسيلة عكسيّة ومسهّلة لانتشار هذا الفيروس وإضراره بالنّاس في كلّ أنحاء المعمورة..وما زالت الحرب قائمة بين هذا الفيروس وبين علم الإنسان ومعرفته ومهارته.. فكلّما ظنّ النّاس أنّهم توصّلوا إلى طريقة فعّالة لإيقافه .. أو حتّي الحدّ من انتشاره ، كلّما تغيّر جزء من تركيبة هذا الفيروس .. وازدادت قدرته على الإنتشار والتّأقلم .. واشتدّ فتكه بالنّاس.. فكأنّه يفعل ذلك عمدا وإصرارا !!!فسبحان الله مالك الملك ،ذي الجلال الإكرام ،القاهر فوق عباده، والقادر على كلّ شيء .. الّذي جعل سرّه في أضعف خلقه .. وهو القائل سبحانه: {ضَعُفَ آلطَّالِبُ وَالمَطْلُوبُ }..صدق الله العظم