دعوة لقضاة اليوم حتى لا يخطئوا…الصادق شعبان

دعوة لقضاة اليوم حتى لا يخطئوا…الصادق شعبان

31 جويلية، 21:52

دعوة لقضاة اليوم حتى لا يخطؤوا كما أخطأ البعض في الماضي … لكم يا سادتي القضاة الدور الاساسي في بناء الدولة و لكم الدور الأخطر في تأمين الانتقال في هذه المراحلة …

إعلموا أنكم أنتم من تزيلون الاحقاد … و إعلموا أنكم أنتم أيضا من تؤججوها… كلما كانت أحكامكم عادلة رضي بها الناس و خف الحقد… كلما كانت غير عادلة ازداد الحقد و تخزن لثأر لاحق لا محالة …

الانتفاضة التي حصلت يوم 25 جويلية و الغضب الذى واكبها فيه جزء كبير يهم عملكم … الناس ايضا يمهلون و لا يهملون … كل كيل بالمكيالين … كل سكوت عن جرائم خطيرة…كل حماية لفاسدين… كل تغطية عن نافذين… لا تقبلوا التعليمات … لا تنساقوا في نزعات الانتقام …

لا للظلم ابدا … إحكوا بالقانون و حكّموا الضمير … أحكماكم جزء من الإصلاح … لا إصلاح حقيقي على المدى الطويل دون عدل القضاة … إعلموا ان كل نظام يحكم اليوم يصبح غدا نظاما سابقا … قلت هذا منذ اربع سنوات … لا أريد أن لا يلقى احد ما لقيناه نحن … لا أتمنى لاحد الشعور بالظلم كما شعرنا نحن…

لا تتأثروا بظروف المرحلة…. عملكم أقوى من الديمقراطية… إنه يدخل في باب الحضارة … فالحضارة قيم و مبادى ، وهي أيضا ذكاء و إنجازات… الحضارة تبنى بترسخ القيم العليا… و بتراكم إنجازات… عدد كبير من القضاة في العشرية السابقة كانوا يشكون الضغط السياسي … مات الكثير من رجال الدولة قهرا من ظلم سلط عليهم و هرسلة لم تنته و ابتزاز منحط و قضاء منحاز … انتم السادة القضاة لستم أداة بين ايدي السياسيين… عملكم هو الثبات مهما تغير السياسيون : إقامة العدل و إعمال الضمير … انتهى النظام السابق … رفع الضغط عن القضاة …

لا مكان مثلا للعدالة الانتقالية البوم … هذه التي من المفروض ان تكون ذهبت مع ذهاب الهيئة سيئة الذكر… منذ 2018 … نص الدستور واضح لا لبس فيه : الاستثناء من مبادى المحاكمة العادلة لا يكون الا في سياق مدة الاربع سنوات و لا يمكن ابدا أن يكون خارجها… لا اتمنى لهذه الانحرافات ان تعود ، و لا اتمنى عدالة استثنائية أخرى للمهتمين حاليا او فيما بعد … لن نكون أمة راقية اذا بقي كل من يأتي يسحق من سبق … هكذا لن نترك حضارة … أ.د الصادق شعبان

مواضيع ذات صلة