الاتحاد : مسؤول أيضا عن العشرية السوداء

عاد الاتحاد العام التونسي للشغل على السطح والمشهد مجدداً ، بمصطلحاته ومفرداته المعهودة ،في محاولة منه على  التمسك ببعض الآمال والأمنيات التي قد تكون قارب نجاة له من السفينة التي كان سببا في غرقه هو والحكومات المتعاقبة بعد الثورة و الذين لم يحسنوا التجديف جيداً والخروج إلى شاطئ  الأمان .

وهي محاولات يائسة من قبل الاتحاد الذي يحاول الفرار بجلده ويتخلى عن الراعى وعن قطيعه ، ليلتحق بركب الرئيس قيس سعيد مرتدين ثوب الغزل عسى أن تعود قيادات الاتحاد إلى الواجهة الإعلامية. وفات قيادة الاتحاد أنهم  كانوا شريكا سياسيا فاعلا في كل الأحداث السياسية المهمة من الحوار الوطني إلى وثيقة قرطاج .

وفاتهم أيضا أن   عديد النقابات انحرفت طيلة السنوات الفارطة عن المسار الصحيح ولم يلتزموا بمبادىء وضوابط العمل النقابي تحت شعارات مغلوطة كالتعددية والديمقراطية، وحولوا العمل النقابي إلى وسيلة ضغط على رؤساء الحكومات من أجل تحقيق مطالب بعضها مشروع وأغلبها غير مشروع ومبالغ فيها.

بعض هاته النقابات اعتمدت طرق غير مشروعة كقطع الطريق ووقف الإنتاج وتعطيل حياة المواطنين. طالبوا بإطلاق سراح نقابيين واطلقوا العنان بالهتافات السياسية والنيل من السلطة القضائية .قاموا بالضغط على الحكومة من أجل اقالة وزراء مثلما فعلت نقابة الصحة مع الوزير سعيد العايدي ( الذي حاول أن يحارب الفساد) وتتدخل نقابة التعليم لإقالة وزير التربية السابق ناجي جلول (لانه اختلف مع اليعقوبي  ).

نقابة التونيسار رفعت الشعارات ضد المديرة العامة للشركة الجوية ،حتى تمت إقالتها من منصبها(اختلفت مع الطبوبي).

نقابات استغلت الضعف الحاصل في أجهزة الدولة، وانحرفت عن المسار الصحيح الذي بعثت من اجله منظمة حشاد ، وتحولت البلاد طيلة العشرية الماضية من دكتاتورية النظام إلى دكتاتورية النقابات.  والاتحاد مسؤول أيضا عن العشرية السوداء التى عرفتها البلاد ، وعليه أن يتحمل مسؤوليته القانونية والأخلاقية حتى لا يقع في نفس الأخطاء التى عادت بالوبال على البلاد والعباد .

أسامة بن رقيقة