أهالى عقارب لرئيس الجمهورية : نحن أيضا لنا الحق في الحياة

أهالى عقارب لرئيس الجمهورية : نحن أيضا لنا الحق في الحياة

8 نوفمبر، 22:59

القرار الذي اتخذته وزارة البيئة القاضي بفتح مصب القنة بعقارب   واجهه اهالى مدينة عقارب الرفض ، فعمدوا هذه الليلة الى منع الشاحنات المحملة بالفضلات من المرور إلى المصب الجهوي بالقنة ، محتجون قدموا من كل مكان ، أتوا من كل فج عميق لنصرة قضية عادلة ، شيبا وشبابا نساء وصغارا … الكل  حاضرا هذه الليلة  ،رافعين عدة شعارات تنادى ببيئة سليمة.

“لا تفاوض ، لا استسلام ، لا تراجع…” . هذه الاحتجاجات واجهتها قوات الأمن بالغاز المسيل للدموع  ، بالرغم من أن منع شاحنات الموت من المرور إلى المصب كان بطريقة سلمية بعيدة عن العنجهية .

أهالي عقارب   نفذ صبرهم وإستنفذوا كل الطرق السلمية والوسائل القانونية والأحكام القضائية التي كانت لصالحهم والقاضية بالغلق الفوري للمصب.

وتنفيذا للاحكام الدستورية  الذي ربط حقوق الأجيال القادمة بالحقوق البيئية وحقوق التنمية المستدامة و “ضرورة المساهمة في سلامة المناخ والحفاظ على سلامة البيئة بما يضمن إستدامة مواردنا الطبيعية”. يتحركون في إطار القانون وعلويته، وتطبيقا للدستور والمعاهدات الدولية، المنظمة للأمن البيولوجي وحماية الطبيعة من كل أنواع التلوث، حتى تُسلّم للأجيال القادمة على أحسن حال، وما من شأنه أن يجنبهم أخطاء الأجيال الحالية.

محتجون همهم الوحيد الإنسان، الحياة والبيئة. يريدون مدينة يطيب فيها العيش، يبحثون عن حياة كريمة لأبنائهم وعائلاتهم وللأجيال القادمة. محتجون يجمعون كل خصال القوة والعفة والإباء بحثا عن إنسانيتهم المسلوبة و إثباتا للذات في معركتهم مع الطبيعة التي لوثها الإنسان وإغتال جمالها. مرابطون ملوا الوعود الزائفة، يصرون على أنهم ماضون في تحقيق مطالبهم ولن يتراجعوا عن ذلك قيد أنملة، إنهم باقون ما بقي الزعتر والزيتون. إنهم رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه وماعاهدوا به كل أرواح الأبرياء الذين كانوا ضحايا للتلوث الذي عاشته المدينة لسنوات عديدة،  محتجون لن يرضوا بالفتات  “لن نرضى بالفُتاتْ.. لأننا ليس بالمهاجرين ولا بالشتاتْ…” هؤلاء المعتصمون هم أحفاد المقاوم صيد عقارب وما يمثله من رمزية روحية وهي رمزية الحياة والصراع ضد دعاة الموت. و ستبقى عقارب ” مثلما كانت في فترة الإمبراطور الروماني طريقا للتجارة وليس طريقا قاتلا للقمامة” .

ارفعوا قمامتكم قبل أن ترفعوا رؤوسكم”. (إلى حد كتابة هذه الأسطر ،الاحتجاجات مازالت متواصلة وعمليات الكر والفر مازالت متواصلة مع قوات الأمن )

اسامة بن رقيقة

مواضيع ذات صلة