كمال قديش : وزير تصفية الحسابات لا يفرق بين المنتخب والجريء.. أسامة بن رقيقة  

كمال قديش : وزير تصفية الحسابات لا يفرق بين المنتخب والجريء.. أسامة بن رقيقة 

24 جانفي، 18:30

بعد الانتصار الباهر الذي حققه المنتخب الوطني التونسي ضد نضيره النيجيري ، والعبور عن جدارة واستحقاق إلى الدور الربع النهائي لكأس الأمم الإفريقية المقامة بالكاميرون، خرجت الجماهير  ليلة البارحة إلى الشوارع احتفالا بهذا الانتصار وعمت الفرحة كل التونسيين بإستثناء وزير الشباب والرياضة ، الذي يبدو أنه كان يمنى النفس بسقوط المنتخب ليكيل التهم لرئيس الجامعة التونسية لكرة القدم . كيف لا والسيد قديش لم يكلف نفسه عناء الاتصال بالمنتخب لا قبل المباراة لشحذ عزيمة اللاعبين ولا بعد صافرة الحكم لتهنأتهم بالترشح ، وهي ليست المرة الأولى التى يتغافل فيها وزير الشباب والرياضة عن تهنئة المنتخب  ، وحتى زيارة المجاملة التى أداها إلى قطر بعد ترشح المنتخب إلى نهائي البطولة العربية ، كانت تحت الضغط الجماهيري التى عابت حينها على الوزير بروده تجاه زملاء يوسف المساكني. وكأننا هنا بالسيد الوزير يعتقد بأن المنتخب الوطني لكرة القدم يمثله فقط وديع الجريء ، وفاته أن النجمة والهلال تمثل كل التونسيين ، على اختلاف توجهاتهم . ولعل الغريب في الأمر أن السيد قديش خسر كل معاركه الرياضية ومع هذا يصر الحاحا على خوض مزيد من المعارك ، اخرها مع جامعة الكرة الطائرة التى انتصرت على قديش بالضربة القاضية وعاد رئيس الجامعة الى منصبه بعد أن اقاله الوزير  . هذه المعارك الوهمية التى يصطنعها الوزير ستكون فيها الرياضة التونسية  هي الخاسر الأكبر وهو ما  يجعلنا امام معادلة صعبة وهي أن المناصب الرياضية  كانت ولا زالت المرتع الذي يعوّض كل  من لم يجد له منصبًا حكوميًا ، أو ممن يُحسب عليهم من المُتنفذين والمُتزلّفين، بعيدًا عن معايير الكفاءة والمحاسبة.وبفعل هؤلاء الجاثمين على الجسد الرياضي، فقدت الرياضة التونسية  العديد من الكفاءات على صعيد اللاعبين  والإداريين والمدربين وغيرهم،  فمن يملك القرار يملك المصير، ومن يملك القرار هنا غير قادر على التعايش مع من يختلف معه في الرأي والتوجّه، لتكون النتيجة هي الإقصاء والتهميش، وتلك نتيجةٌ طبيعية، في ظل سيطرة الفكر الواحد، القائم على تحويل  وزارة الشباب والرياضة مقرا رسميا لتصفية الحسابات الشخصية.

أسامة بن رقيقة 

مواضيع ذات صلة