كفى لكْلكة الماضي…الصادق شعبان
كفى لكلكة الماضي… إننا الان نحتاج إلى شيء من المستقبل… تونس اذا بقيت هكذا قد تخسر الجولة … فالعداد يحسب الزمن الضائع … أضعنا عقدا .. فلا نضيع عقدا آخر… و ضياع عقد يعني ضياع جيل في حياة الأمم و الآثار صعبة … أعرف ان الأشياء صعبة … لكن يمكن ان نيسّرها .. او على الاقل لا نزيدها صعوبة … السائق الذي ينظر فقط في المرآة الخلفية لن يقدر على السير إلى الأمام … و الاغلب يصطدم بحاجز … لننظر إلى أمام … لنقوم بالاصلاحات التي ينتظرها كل الناس : الاستقرار السياسي ، الكفاءة و النظافة في إدارة الشأن العام ، و الادماج الاجتماعي حتى لا يبقى طفلا دون آمال في المستقبل و فرص للنجاح … لن نخلق العجلة من جديد… نمشي أين مشت كل الديمقراطيات التي سبقتنا … و الحمد الله ان هناك من سار قبلنا و فتح الطريق… ما هذه الديمقراطية القاعدية التصاعدية ؟ و ما هذه الشركات الأهلية ؟… كفانا تجارب مخبرية … نحن نعرف فشل هذه الاحلام مسبقا … رجاء … انتظرنا كثيرا .. البلاد على مشارف الانهيار … لا يحق لأحد ان يجرب في تونس … رجاء … ما هذا القضاء الجديد ؟ … الجزاء الصلحي ؟ اما أشبعتم رجال الأعمال هرسلة ؟ إبتزوهم بقضاء موجه … و لولا الشرفاء منهم لكانت كارثة كبرى … ثم إبتزوهم بقضاء انتقالي – الذي رغم انتهاء المدة الدستورية ( 2018 ) ما زال قائما … في خرق صارخ لكل مبادى القانون …و دون أي ضمير قضائي … و الآن ينتظر هرسلتهم بمحاكمات جديدة هي الأخرى تخرق كل أسس المحاكمات العادلة ( قرينة البراءة ، اتصال القضاء ، السقوط بمرور الزمن ، عدم رجعية القوانين الجزائية… ) … الجزاء الصلحي ! و خيريات جديدة أو تعاضديات أو أشياء مشابهة سوف نرى فيها سوء التصرف و الفساد … ما هذا ؟ انا مع مسار جويلية دون أي تحفظ و أعتبره إنقاذ فعلا … لكن كفى لكلكة للماضي … لنمشي إلى أمام… الجوع على الأبواب … و اليأس قاتل … و أطفالنا ينظرون إلينا بأعين حائرة ..