الإتحاد، القيادة والحل للخروج من مؤتمر المأزق !..فتحي الهمامي

المؤتمر القادم لإتحاد الشغل المزمع عقده في صفاقس لا يحظى بشرعية الاجماع، وتتعالى اصوات غير قليلة في صفوف النقابيين لا تقبل بانجازه، نظرا لخروجه عن القانون الاساسي للمنظمة وعن المنطق الديمقراطي حتى وإن قررت الأغلبية ذلك. وليس خاف على العقل الحصيف والغيور على المنظمة ان المضي قدما في تنظيم المؤتمر الوطني لن يمثل نقطة مضيئة في تاريخه بل سيمثل نقطة الانطلاق في إصابة الإتحاد بشرخ في انسجامه وربما في وحدته. والمعارضون لهذا المؤتمر قوي جانبهم وتدعمت حجتهم بما قررته -سابقا- الدائرة الاستعجالية بالمحكمة الابتدائية بتونس بإبطال الدعوة إلى مؤتمر انتخابي استثنائي لاتحاد الشغل. وقد تولى -وقتها- الممثل القانوني للاتحاد الطعن بالاستئناف في الحكم الابتدائي الأصلي، وستكون جلسة النظر في الاستئناف يوم 7 فيفري الجاري.والسؤال هنا : ماذا لو تم تأكيد الحكم الابتدائي الاستعجالي بوقف تنظيم المؤتمر، والذي يعني أن قرار المحكمة سينفذ على المسودّة مباشرة بعد صدوره وفي حينه !؟وبالتالي كيف سيكون رد فعل قيادة الإتحاد؟ هل ستمضي قدما في إنجازه وتضرب بعرض الحائط حكم القضاء؟ بالعكس اظن من ناحيتي ان ذلك سيشكل لها – إذا تغلب العقل – بابا للحل ومنفذا للخروج من الازمة بأن تقبل القيادة بحكم القضاء وتبطل عقد المؤتمر الإشكالي، ثم تنطلق فيما بعد في رعاية حوار ديمقراطي وجامع حول واقع المنظمة وكيفيات النهوض بحياتها الداخلية وتعزيز منظومتها الديقراطية.ولا اظن ان الإتحاد لن يخرج منيعا وقويا إذا سارت قيادته في هذا الإتجاه بل اكثر من ذلك ستحظى بكبير احترام الراي العام لأنها خضعت لسلطان القضاء وجنبت المنظمة ازمة ستهز استقرارها وعطاءها.فهل هذا عزيز على الاتحاد؟

فتحي الهمامي