
ويستمر الوهم: مشاريع “عملاقة” ولكنها وهمية.
بعد الإطاحة بنظام بن علي، وقيام الثورة، أطل في تونس سياسيون جدد، فيهم الصادق الأمين على قلتهم، وفيهم من رفع شعار “أكذب ثم أكذب حتى يصدقك الناس” على حد قول الفيلسوف الألماني غوبلز. ومن الغرابة أن من يكذب أكثر من غيره له فرصة أكبر في الفوز بالمناصب. فمع كل استحقاق انتخابي يستيقظ التونسيون على أنغام هتافات السياسيين وهم يرفعون شعارات ال”بش… بش… بش نقدمو ببلادنا ، بش… بش نبنيو المستقبل. وكأننا بهؤلاء يملكون خاتم سليمان أو عصا موسى وربما مصباح علاء الدين. وفات التونسيون وقتها أن هؤلاء يحملون معاول الهدم لا البناء. كيف لا وهؤلاء الساسة كانوا يحترفون الترويج للمشاريع الوهمية وصناعة البروبغندا ، كانوا يطلون بين الفينة والأخرى بمشاريع تحت عناوين شتى ، فكم من مشروع اتضح انه كاذب برمته جملة وتفصيلا؟ فأين ذهبت مشاريع البنى التحتية والفلاحية والسياحية التى أعلنوا عليها؟ ألم تكن مشاريع وهمية لا وجود لها على ارض الواقع ، ظلت حبيسة الأوراق والرفوف إلى غاية الآن، ان غادرت اصلا رأس قائلها. هذه المشاريع الوهمية في تونس تعد واحدة من ملفات الفساد الكبرى، التي لم تأخذ طريقها نحو القضاء. ساسة باعوا لنا الوهم وصدقوا ما توهموا، حتى أصبحت مشاريعهم الوهمية مجرد جزء من عالم النكتة ومجالا للتندر والاستهزاء. وسنقوم بنشر أكبر المشاريع العملاقة “الوهمية” التى روحوا لها السياسيين في تونس وصنعوا منها مادة إعلامية تداولتها الصحف والمواقع الإلكترونية ، بداية من كلية الطب بمدنين وكلية الصيدلة بالكاف، فالمدينة الرياضية والمترو الخفيف بصفاقس ، فالمنطقة السياحية بالسيجومي وصولا إلى TGV التى يربط شمال البلاد بجنوبها.
أسامة بن رقيقة