الاحزاب .. اكذبو اكذبو حتى يصدّقوكم …سامي النيفر

تواصل حركة النهضة وباقي الاحزاب المساندة سياسة الهروب إلى الأمام وعدم مواجهة الحقائق الدامغة وذلك شأن كل ظالم عنيد لا يراجع نفسه ولا يقول إنه أخطأ وقد كثر هذا العيب في بلادنا من الخاصّة والعامّة رغم أن القرآن الكريم حذّر منه بل لقد قال عن فرعون إنه متكبّر بمعنى مصرّ على خطئه ويأبى أن يصدّق حجج موسى والمؤمنين رغم أن الرجوع عن الخطإ قوّة وليس ضعفا كما يظن البعض.. الاحزاب تأبى الاعتراف أنها أخطأت في حق المواطنين خلال العشرية السوداء وحتى قبلها وتواصل بياناتها التي تستبله فيها الشعب وهي التي لم تصدق أنه خرج يوم 25 جويلية ليقول كلمته فيها وأنه مستاء منها ومن أدبياتها وسياساتها ومتاجرتها بالدين والثورة وتناقض أقوالها مع أفعالها معتمدة في ذلك على سياسات بوش الصغير الذي كان يقول : “اكذب.. اكذب.. حتى تصدق نفسك وحتى يصدّقك الناس.”

وحسب بيانات النهضة فهي تستنكر “الاستخفاف بالشعب التونسي وثورته والإمعان في تفكيك الدولة والاستحواذ على كل السلطات وتخريب المكاسب الديمقراطية والرئيس وضع بلادنا على سكّة الانهيار الاقتصادي والمالي وتدعو القوى الوطنية للتصدي لمشروعه الاستبدادي واتخاذ الخطوات الضرورية لإنقاذ البلاد واستئناف المسار الدستوري الديمقراطي”.. محلاك يا صنعتي عند غيري ! هذه البيانات وحدها هي التي تستخفّ بالشعب ولا تقيم وزنا لرأيه ولغضبه فكيف تتحدّثين باسمه وهو الذي رفضك ولفظك بعد حجم الفظاعات والخراب الذي لحقه منك ومن أعوانك ؟ وهل كنتم تحبون الديمقراطية يوما خاصة إذا فشلتم في الانتخابات ؟ وممّن ستنقذوننا ؟ من إرادتنا التي دعتك أن تبتعدي عنا وتتركينا بسلام في انتظار محاسبتك يوما ما… كان حريّا بك الرجوع عن أخطائك والإعلان عن احترام إرادة أغلب الشعب وترك الفرصة لإصلاح ما أفسدته أنت في انتظار أن تتغيرالاحزاب يوما ولو أن هذا الأمر يبدو صعبا.. ولكن الظالم لن يقول إنه ظالم بل سيواصل دائما شطحاته وكبرياؤه يمنعه من الاعتراف بأخطائه.